وبحسب العوضي، فإن كافة المهن والأعمال متاحة اليوم ليكون للمرأة نصيبٌ منها، وقد أثبتت المرأة في عالمنا العربي، قدرتها على النجاح وتحقيق التميّز في العديد من قطاعات الأعمال، والذي يدل على ذلك هو سعي العديد من الطالبات الى التخصص في مجالات كنا نراها حتى وقت قريبٍ حكراً على الشباب، فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الخريجات في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات 49.1 % من إجمالي الخريجين عام 2021 وفي ازدياد مستمر.
ويتبيّن أن المرأة العاملة في العالم العربي، باتت أمام واقع جديد مختلف المعالم، حيث تُظهِر الأرقام الصادرة مؤخراً عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء والخاص برائدات الأعمال 2021، أن عدد الشركات المرخصة والمملوكة من نساء بلغت ما يزيد على 80 ألفاً شركة، كما بلغ عدد سيدات الأعمال في الإمارات 32 ألف سيدة أعمال إماراتية يدرن مشاريع تقدّر قيمتها بحوالي 45 إلى 50 مليار دولار – كما أن الإمارات تحتل المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" 2021، محققة العلامة الكاملة في خمسة محاور هي حرية التنقل، والعمل، والأجور، وريادة الأعمال، والمعاش التقاعدي.
ويسهم عمل المرأة عادةً في تحسين المستوى المالي والوضع الاجتماعي لعائلتها، الا أن الإيجابيات لا تقتصر على هذا الشق فقط، فرئيسة المجلس اللبناني للسيدات القياديات مديحة رسلان، في حديث لموقع "أراب إيكوز"، ترى ان مقاربة المرأة تختلف عن مقاربة الرجل وتعاملها مع الأمور في العمل، فهي صانعة سلام وتبني جسوراً للتواصل والتوافق ولديها مهارات في الوساطة، كما تبرز قوة المرأة في أنها تلعب دوراً ضمن فريق ولها اهداف عامة وهذا هو سرّ نجاح المرأة في المؤسسات.
وبحسب رسلان فقد أصبحت المرأة العاملة في العالم العربي، متواجدة في كافة القطاعات الانتاجية، الا انها تتمثّل في قطاعات أكثر من غيرها، لأسباب تعود لميلها للعمل فيها، كتجارة التجزئة والتجارة الالكترونية والأزياء والسياحة والخدمات وخصوصاً في التواصل والاعلام، بينما تقل نسبة مشاركتها في مهن مثل الطاقة المستدامة والتكنولوجيا والهندسة والمقاولات والزراعة.
وكشفت ارسلان ان المجلس اللبناني للسيدات القياديات يدعو النساء العربيات، الى التحول من الوظيفة الى الاستثمار، فعلى سبيل المثال هناك أقل من 5 في المئة من الشركات في لبنان، تملكها سيدات وهي نسبة ضئيلة جداً، كما أن هناك 60 مصرفاً، يعمل بها 55 في المئة من النساء ولكن لا يوجد سوى سيدة واحدة على رأس مجلس الادارة، ما يدعو الى ضرورة انخراط السيدات في المناصب القيادية وليس فقط في الوظائف العادية.
يبقى الإحتفال بيوم المرأة العالمي، التزاماً مع كل سيدة سواءٌ كانت تعمل على حسن تنشئة أطفالها، أو في مركز قيادي سياسي او اقتصادي يهدف لتحقيق التنمية المستدامة.