ولكن من هي الدول التي ترفض فكرة العمل عن بُعد؟
- فرنسا
وفقًا لدراسة لمركز الأبحاث الفرنسي، فإن 29% فقط من القوى العاملة في فرنسا تعمل عن بُعد "مرة واحدة على الأقل في الأسبوع"، وذلك بالمقارنة مع 51% من الألمان، و50% من الإيطاليين، و42% من البريطانيين، و36% من الإسبان، وحتى العاملين عن بُعد في فرنسا، يفعلون ذلك بمعدل أقل كثيرًا عن جيرانهم الأوروبيين.
يعكس تجنب الفرنسيين للعمل عن بُعد صورة نمطية تشير إلى ترددهم في معظم الأوقات في التغيير، إذ يظل الموظفون مرتبطين بالعمل في المكتب الفعلي باعتباره علامة على الهوية والانتماء إلى المنظمة.
- اليابان
من الأفضل دائمًا في اليابان عقد اجتماع شخصي بدلاً من كتابة بريد إلكتروني، لأن الاتصال غير اللفظي يلعب دورًا مهمًا للغاية في الثقافة اليابانية، كما يعد الحوار ضروريًا لصنع القرار، إذ يعمل الموظفون بشكل مترابط في فرق، ويقومون بإجراء التقييمات كمجموعة، وهذا يجعل من الصعب تقسيم العمليات وتوزيع المهام في حالة العمل عن بُعد، مما يؤدي إلى تصورات أقل للإنتاجية خارج المكتب.
ترى "باريسا هاجيريان" أستاذة الإدارة الدولية في جامعة صوفيا بطوكيو أن في مكاتب العمل اليابانية الجميع يفعل كل شيء معًا، هذا النوع من التفاعل في شركة يابانية غالبًا ما يكون مربكًا للغريب، لأنك لا تعرف أبدًا من المسؤول حقًا أو من يفعل ماذا.
ورغم بعض التغييرات التي اتجهت لها الشركات اليابانية ومحاولة نشر ثقافة العمل عن بُعد، يتردد العديد من العمال اليابانيين في الجمع بين حياتهم المنزلية وحياة المكتب، حيث يفضلون أن يكون لكل منهم أدوار وحدود واضحة (المكتب للعمل، والمنزل للتعافي).