يصعب معرفة سبب السلوك السلبي لهذا الزميل الحاسد، إلا أنه يعكس عدم محبّته للآخرين وشعوره بالغيرة منهم. وهناك علاقة وثيقة بين الحسد والغيرة، التي تظهر كردة فعل لتعويض الشعور بالنقص. فما هي أسباب سلوك الزميل الحاسد؟
1- قد يعاني من اضطراب في شخصيته أو في حالته النفسية، فيتصرّف بعدائية مع زملائه في العمل.
2- قد يواجه مشكلات أسرية أو شخصية، وينقل مشاكله إلى بيئة العمل.
3- قد يشعر بالإستياء الدائم من أحد زملائه، ويعتقد بأنه هو الذي يجب أن يحصل على ما لدى زميله.
4- إنزعاجه من نجاح زملائه، ممّا يزيد من رغبته الملحّة بالتنافس معهم، ومقارنة نفسه بهم.
ولا شك أنّ لوجود هذا الزميل الحاسد في مكان العمل تأثيرات سلبية، أبرزها:
1- إستهلاك طاقة زملائه وهدرها بدل أن يتمّ الإستفادة منها لصالح العمل أو لتعزيز التفاعل الإنساني.
2- إجبار أحد زملائه على الدخول في صراعات ونزاعات، بهدف تعكير مزاجه وتشويه صورته في العمل أمام مديره وزملائه الآخرين.
3- التصويب على زميله المنافس له، وقيامه بالعديد من التصرفات السلبية بهدف إفقاده لتركيزه وأدائه الجيد.
4- التقليل من قيمة الآخرين، ومهاراتهم، والإستخفاف بقدراتهم أمام الآخرين.
5- الإدّعاء أنّ نجاح زملائه يعود إلى أسباب شخصية أو غير أخلاقية.
لقد تزايد انتشار هذه الظاهرة في أماكن العمل، ومن الصعب عدم التأثر وتجاهل الزميل الحاسد، كما أنه لا توجد طريقة موحّدة للتعامل معه. فكيف يمكن أن نحمي أنفسنا منه؟
1- عدم الدخول في المعارك التي يفرضها هذا الزميل بهدف الإنتصار عليه، وعدم الإنجرار إلى ما يريده.
2- عدم الظهور بمظهر الشخص الضعيف الخائف.
3- الحفاظ على التواصل الودّي معه، وعدم الدخول في جدال معه خاصة بوجود زملاء آخرين.
4- تشجيع هذا الزميل على تحديد أهدافه وتطوير نفسه ممّا قد يعزز من ثقته بنفسه وتقديره لذاته.
5- عدم التصرف بعصبية وغضب مهما تصرف هو بغضب وعدائية.
6- عدم فقدان السيطرة والسماح له بالتأثير السلبي على الأداء والقرارات.
7- حذفه عن وسائل التواصل الإجتماعي
8- مواجهته والتعامل معه وجهاً لوجه
9- بناء علاقات إجتماعية صحية وإيجابية
10- تطوير الذات وتعزيز مكامن القوة
قد لا تنجح كلّ هذه الأساليب في الحدّ من الأذى الذي يُلحقه الزميل الحاسد بزملائه وبالعمل، وهنا يجب الإستعانة بإدارة الموارد البشرية، لوضع خطة للتعامل معه وللحفاظ على بيئة عمل صحية. ولا بدّ من الإشارة إلى دور المدير في هذا المجال، الذي يملك القدرة على إدارة هذه المشكلة بمهنية وحكمة وموضوعية بهدف إنقاذ بيئة العمل من الضرر الذي يُحدثه هذا الزميل الحاسد. إلا إذا كان مديراً حاسداً!