وفي هذا الصدد، بدأ أكبر ثلاثة منتجين للنفط في روسيا دراسة فكرة نقل أعمالهم التجارية إلى دبي، فيما انتقلت شركات أخرى عديدة بالفعل إلى هناك. وبالنسبة لسويسرا، يبدو أن نوعاً من الهجرة الجماعية منها، أمراً لا مفر منه بعد أن اتبعت خطوات الاتحاد الأوروبي وحظرت الصادرات القادمة من روسيا.
تعليقاً على ذلك، قال ووتر جاكوبس، مدير مركز "إيراسموس" للسلع والتجارة في جامعة "إيراسموس" في روتردام، ان التجارة ستستمر، وستكسب الدول الشرقية والشرق أوسطية أهمية أكبر من تلك التي تتبنى الموقف الأوروبي حتى الآن فيما يخص أعمال السلع.
وكانت العقوبات المتزايدة تدريجياً سبباً في تصعيب التجارة على الشركات الحكومية في روسيا، بما فيها تلك التي تنقل سلع البلاد. كذلك شكلت العقوبات غير الرسمية داخلياً في روسيا مشكلة أيضاً، حيث أوقفت البنوك خطوط التمويل الهامة للصفقات، بينما أوقفت شركات الشحن والتأمين خدماتها. وأتاحت هذه الأمور الفرصة أمام دبي، التي لم تفرض عقوبات على الأفراد والكيانات الروسية، ما زاد من حدة المنافسة التي تواجهها سويسرا بالفعل باعتبارها مركز هام لتجارة السلع العالمية.
العقوبات السويسرية
ورغم أن سويسرا تدعّي الحياد وترفض نقل أسلحتها إلى منطقة الصراع، إلا أنها اتبعت الاتحاد الأوروبي في فرض قيود صارمة بشكل متزايد على بعض السلع والبنوك والأفراد الذين يعتبرون مقربين من الكرملين.
وبحلول نهاية عام 2022، سيكون لدى الاتحاد الأوروبي قيود تحظر تأمين وتمويل نقل النفط الروسي إلى دول خارج الكتلة الأوربية، وقالت سويسرا إنها ستتبع نهجاً مماثلاً.
وإذا تم سن تلك القوانين بالكامل، فإن التعامل مع النفط الروسي سيصبح على الأرجح أكثر صعوبة وسيضاف إلى الحظر المباشر الذي فرضته سويسرا على السمسرة والمبيعات وتقديم الخدمات المالية على الفحم الروسي في أبريل/نيسان. وستساهم الأنظمة الجديدة أيضاً في انتقال بعض الشركات إلى أماكن أخرى.
انتقال الشركات
توجّه مسؤولون تنفيذيون من شركة "روسنفت، وهي أكبر منتج للنفط في روسيا خلال مايو/أيار الماضي إلى دبي لاستكشاف فكرة إنشاء مشروع تجاري هناك. في غضون ذلك، تتطلع شركة "غازبروم نفط" وهي ثالث أكبر منتج للنفط في روسيا، إلى توسيع وجودها في الإمارة، بحسب مصادر مطلعة.
كذلك، تتطلع "ليتاسكو" (Litasco)، وهي ذراع المبيعات والتجارة لعملاق الطاقة الروسية "لوك أويل" (Lukoil)، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، لنقل بعض موظفي التجارة والعمليات الروس من جنيف إلى دبي استعداداً لجعلها المركز الرئيسي الجديد للشركة والتركيز على عدد صغير من التجّار المتواجدين هناك بالفعل.
بينما افتتحت شركة "سولاريس كوموديتيز" (Solaris)، وهي شركة لتداول الحبوب الروسية وأحد الأطراف القوية الأخرى في جنيف، مكتباً لها في دبي مؤخراً، بحسب مصدر مطلع رفض ذكر اسمه نظراً لسرية المعلومات.
سويسرا "الشرق" الجديدة لتجّار السلع الروسية
اجتذبت الإمارات العربية المتحدة الأثرياء الروس وأموالهم منذ غزو أوكرانيا، والآن تتبع الشركات الحكومية وشركات السلع الخاصة خطوات مماثلة.
وكانت الإمارات طورّت بنيتها التحتية المالية لهذا النوع من اللحظات، فضلاً عن أن بنوك الدولة نمت في الأعوام الأخيرة لتصبح دعامة أساسية في تمويل تجارة السلع، وهي تتمتع بسمة منتظمة في التسهيلات الائتمانية المتجددة والمجتمع والصادرة عن أكبر دور الصناعة. وثبت بالفعل وجود عدد كبير من مناطق التجارة الحرة في دبي وقربها من منتجي الطاقة في الشرق الأوسط، فضلاً عن أن الضرائب المنخفضة أثبتت أنها مغرية، حتى لو كانت المدينة ما زال لديها بعض الأمور لإتمامها حتى تصل إلى المراكز العالمية مثل سنغافورة ولندن وجنيف وستامفورد.
المصدر: إقتصاد الشرق