يرى الخبراء أنه من الصعب مقارنة الذهب الذي يُعد ملاذاً آمناً بالعملات الرقمية، رغم انها عملات محبوبة بين أوساط المستثمرين.
تعد العملات الرقمية المشفرة أصولا متقلبة، تتفاوت أسعارها بشكل سريع وتتأثر بعدة عوامل خارجية، ما يجعل الاستثمار بها محفوفا بالمخاطر.
انخفضت أسعار بيتكوين بأكثر من 15٪ حتى الآن في عام 2022، كما انخفضت بشكل حاد هذا العام العملات المشفرة الأخرى، مثل إيثيريوم وسولانا والدوجكوين.
وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 4٪، ووصل لحوالي 1900 دولار للأوقية، ليغازل مرة أخرى ارتفاعات قياسية فوق 2000 دولار.
ويبدو أن المستثمرين الأذكياء يدركون أنه في الوقت الذي يقوم فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة بقوة، فإن الذهب والمعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة والبلاديوم هي وسيلة أفضل للتحوط ضد التضخم.
وقال أيبيك أوزكارديسكايا، المحلل في "سويس كوت"، في تقرير في وقت سابق من هذا الشهر، انه من الواضح أن بيتكوين تُتداول بشكل موازٍ للأصول الخطرة، بدلاً من أن تكون ملاذًا آمنًا وحتى الآن بيتكوين ليست ذهبًا رقميًا.
وحتى استحواذ إيلون ماسك على تويتر الذي يعتقد بعض المراقبين أنه قد يؤدي إلى مزيد من الترويج للعملات المشفرة على المنصة، أو الأخبار حول سماح عملاق الاستثمار فيديليتي، للعملاء بالاحتفاظ بعملة بيتكوين في حسابات التقاعد، لم يكن كان كافيًا لرفع أسعار العملات المشفرة.
يشير العديد من الخبراء إلى أن الذهب لا يزال يتمتع بالكثير من المزايا مقارنة بالأصول الرقمية. هناك مخاوف متزايدة من أن التضخم المتفشي قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي، مما يعزز الذهب أكثر.
وقالت لويز ستريت، كبيرة محللي الأسواق في مجلس الذهب العالمي، ان مخاطر التضخم المصحوب بالركود تتزايد، وتظهر التوترات الجيوسياسية إشارات قليلة لحل سريع، مشيرة الى ان يعتبر الذهب تاريخيًا ضمن الأفضل أداء في بيئة تضخمية، حيث تتأثر غالبًا الأسهم وتتراجع السلع.
قال أيضًا المحللون في معهد ويل فارغو للاستثمار في تقرير في وقت سابق من هذا الشهر أنه يمكن الاحتفاظ بالذهب فعليًا، ومعترف به عالميًا ولديه ربع التقلبات عند مقارنته بعملة بيتكوين والأسهم والأصول الأخرى.
وبحسب الخبراء فإن العملات المشفرة المحبوبة لن تصبح ذهبًا رقميًا، مع العلم ان هذا الرأي لن يعجب الكثيرين منكم.